البحث عن الفضيلة

يمر العالم (وبالتالي منطقتنا) بعملية تغيير وتحول. هذا يسبب الفوضى في بعض المجالات. السؤال الأهم الذي يمكن أن نطرحه على أنفسنا في مثل هذه الفترة هو: هل سنعيش في عالم جريح، أم أننا سنعتني بالمستقبل ونحن نعلم أن لدينا القدرة على مداواة ذلك؟

لهذا، يجب علينا أن نتحول لمواجهة التحديات التي تعترض طريقنا. يجب أن نجدد أذهاننا وأرواحنا!

من أجل أن نكون على الطريق والبقاء على طريق حياتنا، يجب أن تنتقل أفكارنا من قيود العالم إلى لامحدودية الوعي ومن الاصطفاف مع الخوف إلى احتضانه بالحب.

عندما يتمكن كل شخص من إجراء هذا التحول المهم في مجاله، سيصل العالم إلى الهدوء من الفوضى. عندها يمكننا جميعًا الاستمتاع بمتعة الحياة وجمال الأخوة الإنسانية بشكل أفضل.

دعونا لا ننسى أن الإنسانية ممكنة إلى الحد الذي يتجاوز كل الحسابات، إلى الحد الذي يستطيع فيه المرء أن يعطي بدلًا من أن يتلقى، أو يجد أنه من المجدي الاستمرار في العطاء. وحتى لو كان الآخر ينظر للأمرهو مجرد مساومة ومقايضة وتداول. بدلاً من توقع أي شيء من الشخص الذي نحن على علاقة معه، علينا دعمه ومحاولة فهمه ومحاولة الانفتاح عليه هولأن ذلك أحد الأخلاق الحميدة للإنسانية، ومن فضائلها وأخلاقها العظيمة. يجب أن نعلم أنه في رحلة الحياة، نتحرك جميعًا نحو المجهول. في هذه الرحلة، كأشخاص ذوي معرفة، من الضروري محاولة الفهم والعقل، بدلاً من الاعتراض والحكم على الأعمال الغريبة لرفيقنا. من مطلب الفضيلة والأخلاق البشرية التعبيرعن هذه الأخطاء بالحكمة من أجل تصحيحها.

سيكون من المناسب إنهاء المقال ببيان ذي مغزى من الملفان  مار نارساي، أحد المفكرين والكتاب السريان الذين عاشوا في القرن الخامس: يقول؛ "التغيير يجبر كل شيء على التغيير، وبعد أن يتغير، يصبح غير قابل للتغيير."

ملفونو يوسف بختاش 

رئيس جمعية الثقافة واللغة السريانية وادبها / ماردين