الأصالة والاختلافات

في خلْق الكون ، ليستِ التشابهاتُ ، بلِ الاختلافات هي التي تُجمّل معاني التعددية. الاختلافات هي أصالتنا وثراؤنا. إنّ الاختلافاتِ شرطٌ من شروط خطّة الربّ الذي يريدنا أن نحتاج لبعضنا البعض. على الاختلافات أن تُحفِّزنا نحوَ العدالة الاجتماعية والنضج،  وأن ترفع شرف البشرية؛ لنحترم الأفراد ، لنرى الآخر كذاتٍ أُخرى ، وذلك يتطلّب احترامَ الحقوق الأساسية لذلك الشخص التي تنبع من شرف كونه إنسانا.

إنّ احتياجاتِ الإنسان الأساسيةَ مقدّسة. ومع ذلك ، فإنّنا بحاجة إلى تلبية هذه الاحتياجات دون إلحاق الضرر بالآخرين، من خلال مراعاة مصالح الآخرين، والاتّساق الأخلاقي.

الاتّساق الأخلاقي يؤَمّن الانسجام والثقة في العلاقات. ومن أجل التنمية العقلية والروحية، نحتاج لإعلاء قيمة العلاقات الإنسانية والاجتماعية.

في سبيل إقامة شراكة القوة العقلية، يجب أن نلاحظ الاعتماد المتبادل في احتياجاتنا. في العلاقات، من ناحية أخرى، ينبغي أن يؤخذ الاستقلال المتبادل كأساس. من أجل الوصول لحرية مسؤولة ومنتِجة، نحتاج   لاحترام الأصالة.

إنّه لأمرٌ بالغ الأهمية أن نلاحظ  التوازن بين الحرية والأصالة، مع اتّباع نهج يستبعد الاستغلال والاستفادة من الناس. هذا مطلب لجوهر الإنسان كي ينمو ويزدهر.

التوازن بين الحرية والأصالة ذو أهمية قصوى .

لأنّك أنت أنا مختلف ، وأنا هو أنت مختلف. 

إذا لم يكن معك، لا يُمكنك رؤية ما هو معي. لا يمكنك معرفة ذلك.

الشخص الحقيقي، الذي يرى الجمال، هو الذي يجعل الآخرين أن يكونوا.

هذا، بينما أجعلك تكون أنت ، أنت تجعلني أن أكون أيضًا أنا.

جغرافيتنا، التي جعلتك تكون أنت ، تتوق إلى التقارب الذي يجعلني أن أكون أنا. كما هو الحال بالنسبة  للماء والأكسجين.

إنّه يتوق إلى التنمية الاجتماعية والثقافية، لإثراء الحياة ، وللوصول إلى إنتاجية تنبعث منها رائحة العنبر مرّة أخرى.

جزيئاتٌ صغيرة هي التي تجعل الماس ماسًا. لا قيمةَ تتأتّى   بذاتها. تُخلق القيمة عندما تتّحد كل تلك الأجزاء الصغيرة بالشكل الصحيح. 

ملفونو يوسف بِكتاش

ترجمة ودّ الرفاعي ومراجعة آسيا لبابيدي

تدقيق لغوي: أ.د. حسيب شحادة