الزوّار الغرباء - Karyo Hliso
Yusuf Begtas:

الزوّار الغرباء

ملفونو يوسف بِكتاش
الزوّار الغرباء

عند النظرإليها من منظوراجتماعي، فإن فوائد زيارة الوطن من الخارج كثيرة.بادئ ذي بدء، تعتبرزيارة المرء إلى أرضه من الأنشطة ثقافية. إنه من بين الأنشطة التي تغذي إنسانية الإنسان وتطهر روحه. إنه أحد العوامل المهمة لتعزيز الصداقة والتقارب والتفاعل والتنمية والتحول والتنمية الاقتصادية.

كما أن التربة الخصبة ضرورية لنمو البذور، من أجل التنمية الثقافية، هناك حاجة ماسة للقلوب المنيرة والمرنة والتبادلات الثقافية. لأنه عندما تُهمل طهارة النفس (أو القلب)، يظلم القلب ويصبح قاسياً. إن بناء التنمية على قلب صلب يشبه محاولة زرع بذرة في صخرة.

زعيم ديني اليزيدي السيد بير عامر, الذي يعيش في ألمانيا هو أحد قادة الرأي المهمين في جغرافيتنا. إنه أحد الممثلين النشطين الرائدين لإخواننا اليزيديين.

التقينا في مديات يوم الثلاثاء 7 سبتمبر 2021 بالصدفة. كان لقاء مثمراً. قضينا وقتًا ممتعًا في ظلال الذكريات. تسامرنا مع بعض. تجاذبنا أطراف الحديث . تحدثنا عن أهمية شعار "الجسور بدلاً من الأسوار" من أجل مستقبل صحي وضرورة الاقتراب حتى يتم فهمها بشكل صحيح في الدراسات الاجتماعية. تحدثنا عن تجربة تعاوننا الحالي، والتي تعطي ثمارًا دائمة عندما نتصرف بوعي صادق.

على الرغم من مرور الكثير من المياه تحت الجسور، كان من دواعي السرور الروحي أن تشعر بصداقة / قرب زعيم ديني اليزيدي السيد بير عامر مع والدي الراحل أبونا توما بكتاش. في النظرة الروحية، لا يوجد "أنا وأنت."هناك "نحن". 

عندما تشاركنا الذكريات / الحكمة التي عاشها مع والدي الراحل، رأيت أن وجهه مبتسماً وسعيدًا. شعرت بمثل هذه الصداقة الهادفة والمخلصة التي جعلتني أشعر بالسعادة والغوص في الأفكار.

نعم انه صحيح. الحياة مليئة بالصداقات. لقد تشرفت للغاية أن أكون قريبًا من هذا الصديق القديم لوالدي الراحل وأن أحظى بامتياز إجراء محادثة مع تلك الشخصية الموقرة التي تحدثت من القلب. أقدم احترامي له وللمجتمع الذي يمثله، مع أطيب تمنياتي بالصحة والنجاح.

بهذه المناسبة،   أود أن أذكركم بأبيات شعرية   لمولانا والتي يقول فيها :

 يشيع العماء في العيون, 

والصمم في الأذن 

دع الوهن يبقى على الركبة،

الهدوء على الشفاه

لكن لا تدع القلب يصم

لا يغمى عليه   ولا يضعف

دعه يراك

دعه يسمعك

دعه يركض إليك متصدعاً من اللهفة 

إذا لم تعش في القلب،

ماذا ترى بالعين؟

إذا كان القلب لا يشعر،

ما ما فائدة السمع ؟

إذا  لم يحب القلب

ما فائدة الذي نسجته يداك ؟

ملفونو يوسف بِكتاش

رئيس جمعية الثقافة واللغة السريانية / ماردين


 
Please Leave Your Thinking

Leave a Comment

You can also send us an email to karyohliso@gmail.com