عيد أم سعيد كملاك - Karyo Hliso
Yusuf Begtas:

عيد أم سعيد كملاك

ملفونو يوسف بِكتاش
عيد أم سعيد كملاك

تسمى الكائنات الروحية غيرالمرئية التي يعتقد أنها مخلوقة دينياً من النور وتتوسط بين الله والإنسان بالملائكة. بعبارة أخرى، غير مرئية لحواسه، وغير مرئية للعين، تخدم الله باستمرار، وتؤدي المهام الموكلة إليها، وتتصرف وفقًا لغرض الخلق. بما أن الملائكة كائنات مختلفة فيزيائياً، فإنها تظل خارج مجال العلم الإيجابي.

من الناحية اللغوية، فإن كلمة "ملاك" هي اسم سرياني الأصل. اسم مشتق من ثلاثة أحرف  ( ܠܐܟ: lomad ، olaf ، kof ) .   يعني البشارة عن الأخبار والرسول. انتقل اسم ملاك من السريانية إلى العربية. في الثقافة السريانية،   يُطلق على الملاك الحارس اسم   ܡܠܐܟܐ ܢܛܘܪܐ   مالاكو نطرو،  او   ܡܠܐܟܐ ܕܒܛܝܠܘܬܐ   ملاكو دبطيلوثو.

اسم "الملاك" بالمعنى المجازي له عدة معانٍ. أحد هذه المعاني يعني شخصًا محترمًا ولين العريكة والآخر يعني شخصًا نظيفًا جدًا، ولطيفًا، وحسن التصرف، وآمنًا وجميلًا. بالنسبة له، مصطلح ''إنسان يشبه الملاك'' له مغزى كبير. تستحق الأمهات اللواتي يعملن كوسطاء / سفيرات بين الحياة والإنسان هذا المؤهل عالياً. خاصة ما يجب فعله منطقيًا بالشخص الذي ولده؛ يتحول الإيثار النشط لتلك الأم إلى وعي كبيرإذا كان بإمكانه أن يعلم / يمكنه تعليم ما لا يجب فعله من وجهة نظر أخلاقية. إنها، بالمعنى الحقيقي، نعمة للحياة تمامًا مثل الأرض. لذلك، الأم تشبه الأرض. التربة للأم.

لأن الأم، مثل الأرض تمامًا، تحمل الشخص / الطفل في بطنها لمدة تسعة أشهر وتقدمهما للحياة. تجعله يعيش كالبذرة في بطنها، يلد من التربة، ينمو في حضنها كالتربة. تمنحه جميع أنواع العناصرالغذائية والمعادن والماء والروائح. بفضلها، جذور الإنسان عميقة، وأغصانه مرتفعة.

من ناحية أخرى، الأم تعني التاريخ الشخصي. إنه تشهد على الحياة الكاملة للإنسان منذ ولادته. تتألم هذه الشهادة أحيانًا وتفرح أحيانًا.

تحية لكل الأمهات الموهوبات اللواتي يعرفن حدودهن وحقوقهن.

المعرفة مختلفة، والشعور مختلف. حياتنا محكومة بما نشعر به وليس بما نعرفه. أمهاتنا هي أثمن أصول عالمنا الحسّي. "الأم!" عندما نسمع هذه الكلمة، تعمل قلوبنا أكثر من عقولنا.

مثل ذلك؛ أعتقد أن نقل القصة الخيالية ومشاركتها لعيد أم غير كافي والذي لا يفي المعاني المطلوبة بحق الأم في يوم واحد، سيكون أعظم سرد هو بين طفل على وشك الولادة مع الله.

ذات مرة كان هناك طفل يستعد للولادة. ذات يوم سأل الله: قال يا الله إنك سترسلني إلى العالم غدًا، لكنني صغير وضعيف كيف سأعيش هناك؟

من بين جميع الملائكة التي اخترتها لك. سيكون هناك ملاك في انتظارك وسيحميك. سيغني لك ملاكك ويبتسم لك كل يوم. لذلك ستشعر بحبه وتكون سعيدًا.

حسنًا، عندما يقول لي الناس شيئًا، كيف يمكنني فهم ما يقال دون معرفة لغتهم؟

سيخبرك ملاكك بأجمل وأحلى الكلمات التي يمكن أن تسمعها في العالم، ويعلمك أن تتحدث بعناية وحب.

حسناً يا الله ماذا أفعل إذا أردت التحدث معك؟

سيعلمك ملاكك أيضًا الصلاة من أجلي بفتح يديك.

سمعت أن هناك أشرار في العالم من سيحميني؟

سيحميك ملاكك دائمًا، حتى على حساب حياته.

لكنني آسف جدًا لأنني لن أتمكن من رؤيتك مرة أخرى.

سيتحدث ملاكك عني باستمرار ويعلمك طرقًا للمجيء إلي.

وفي غضون ذلك، في الجنة سيخيم الصمت وأصوات الدنيا ستصل الجنة.

يدرك الطفل أنه على وشك المغادرة ويطرح سؤالاً أخيرًا:

يا رب إذا كنت على وشك المغادرة الآن من فضلك قل لي بسرعة ما اسم ملاكي؟

اسم ملاكك لا يهم، حبيبي، ستناديها يا أمي.

يوم سعيد لكل الأمهات اللواتي عرّفننا على الحياة وربّتنا.

تحية لكل الأمهات الموهوبات اللواتي يعرفن حدودهن وحقوقهن.

مع أطيب التحيات.

ملفونو يوسف بِكتاش

رئيس جمعية الثقافة واللغة السريانية / ماردين

(ترجمة سهيل أحمد)


 
Please Leave Your Thinking

Leave a Comment

You can also send us an email to karyohliso@gmail.com