إن البقاء على نفس مستوى الوعي الناتج عن التكيف والتصورات الراسخة والعادات والعوامل البيئية دون تجديد طريقة تفكيرك، وعدم معرفة ما لا تعرفه، يسمم الحياة. وهذا موقف سيء يجعل الحياة معقدة وصعبة. لذلك، فإن الانفتاح على تعلم معلومات جديدة أمر ذو قيمة كبيرة لتنمية وسلام الحياة الفردية والعامة.
إن إبقاء خلايانا حية وقوية، وهو ما يحمي حيوية بنيتنا الجسدية، يعتمد على فعالية الأساليب الإيثارية أو الأنانية التي تنشط تعاطفنا الداخلي. وهذه الأساليب، التي تعتبر ذات قيمة كبيرة ومفيدة للغاية في تدفق الحياة، لا غنى عنها. لأن هذه الأساليب تحافظ على لياقة أجسامنا الداخلية وتقوينا ضد الأمراض.
لأنه، بسبب التصميم الإلهي، هناك نقص/ في البشر. هذا النقص يخلق نظامًا من الاحتياجات المتبادلة. وهذا النقص لا يكتمل إلا بالقيم والفضائل الأخلاقية التي تحافظ على الحياة.
عندما نقدم مساهمة مادية أو معنوية أو نفعل الخير لأي شخص (أو كائن حي) لديه مشاعر التعاطف مع الذات، فإننا في الواقع نزيل هذا النقص في أنفسنا، نكمل هذا النقص في أنفسنا.
فعندما يتذكر الإنسان نفسه، ويعرف نفسه، ويفهم نفسه، ويكتشف جوهره، يتحرر من احتقان الزمان والمكان. ويتعلم أيضًا مدى أهمية هذا النظام الذي يضمن دورة الحياة والتوازن.
لذلك، من المفيد أن نتذكر أن أي مساهمة أو معروف يكمل النقص في شخص آخر، لا يرضي ذلك الشخص فحسب، بل يريح أيضًا الشخص الذي يقدم تلك المساهمة أو المعروف.
إن واجبنا الأساسي والأسمى هو حماية كرامة الإنسان، وأن نكمل بعضنا البعض عند الحاجة، دون الوقوع في مشاعر التفوق مثل الغطرسة والامتنان.
باختصار، الفجوات الموجودة بداخلنا لا يمكن ملؤها إلا بالمواقف/السلوكيات/العادات النافعة التي تفي بالتزامات المحبة الإلهية. تجد حياتنا معنى عندما نكون مفيدين لأنفسنا وللآخرين (الحياة) قدر الإمكان. يصبح عالمنا المادي والروحي صحيًا.
لأننا نصبح أكثر سعادة وقوة بقدر ما نكمل ونساعد بعضنا البعض ونسعد الناس دون تقلص أو نقصان.
ومن يكمل فقد اكتمل. ومن يرضي يفرح.
ملفونو يوسف بِكتاش
رئيس جمعية الثقافة واللغة السريانية / ماردين
You can also send us an email to karyohliso@gmail.com
Leave a Comment