المادة ليست في القشرة، بل في الوجود الداخلي. وكما قال أحد الحكماء: "إذا أردت الجوهر، فاكسر القشرة". إذا لم يتم كسر القشرة، فإن الجوهر غير معروف. لن يتم الكشف عنه. إذا لم تتشقق قشرة البيضة، فإن ذلك الفرخ الجميل، رمز الحياة، لا يمكن أن يعود إلى الحياة أو يخرج. إذا انكسرت البيضة بتدخل خارجي، يموت الفرخ الجميل بداخلها أيضًا. ولا يستطيع أن يجد الحياة. أما إذا انكسرت البيضة بسبب عوامل داخلية، فإن الفرخ الجميل يعود إلى الحياة ويصبح على قيد الحياة.
وبالمثل، إذا كان الشخص لا يريد كسر التدفق، فيجب عليه التغلب على القيود الداخلية (الأنانية وغيرها من المواقف السلبية) بحكمة الحياة. ويجب أن يكون قادراً على التغلب على هذه العقبات والوصول داخلياً إلى عظمة روحه وقيمه الأخلاقية وحشمته. خلاف ذلك، يمكن أن تكون الحياة مزعجة للغاية. وبعض المعاني التي تؤثر على الحياة إيجابا أو سلبا تكون فعالة بالمثل. المشكلة الحالية ليست في المعاني المجهولة، بل في سوء الفهم والتفسير وبالتالي سوء تطبيق المعاني المعروفة.
بسبب الأساليب غير الصادقة والمادية/الأنانية، لا يتم تلبية الاحتياجات الثقافية والروحية على النحو المطلوب، ولا يتم تعلم معنى المفاهيم المعروفة بشكل كافٍ، ولا يتم تأسيس العقلية. كما أن الجهود الفردية غير كافية، والعيب الأكبر هو سوء فهم ما هو معروف أنه صحيح.
وهذا الوضع السلبي يؤدي إلى الفراغ الداخلي، مما يجعل الإنسان يبتعد عن الحقيقة ويوجه إلى عمليات بحث أخرى. لذلك، من المهم أن تصل الحقائق المروية إلى القلب والروح وكذلك إلى الدماغ. إن فهم هذه الحقيقة والبحث عن الحلول وفقًا لذلك سيكون ذا فائدة كبيرة. ابن العبري/ أبو الفرج (1226-1286) عميد كتّاب الثقافة السريانية، يعبرعن رأيه في هذا الموضوع كالتالي: "إذا كان الشخص الذي يعبر عن أسرار الروح لا يكتب بإلهام الروح وإذا كانت الروح تفعل ذلك بمعنى لا يعبرعن جمله بطريقة مثيرة للإعجاب، فهذا الشخص ليس سوى كاتب من المعدن مثير للإعجاب. إنه ليس أكثر من مجرد نحاس يصدر صوتًا أو آلة تصدر صوتًا نحاسيًا مذهلاً. لأن كلام من يتعلم أسرار الروح من النفس يؤثر في الناس ويزيل كل الهموم من قلوبهم."
وعندما ننظر إلى الأمر من هذا المنظور، يجب أن نعلم أننا بحاجة إلى الانتباه جيدًا للنوايا السيئة والأفكار السامة التي تمر بأذهاننا من وقت لآخر. لأن مراقبًا كبيرًا موجود هناك يسجل كل شيء ويفرض عليه غرامة وفقًا لذلك. إن العقيبة الذي يعرف مستقبله مسبقا هو أن يراقبنا في زاوية منعزلة ويتخذ القرارات بناء على ذلك.
ولهذا السبب نحتاج إلى تعزيز آلية ضبط النفس (نظام التحكم الشخصي). وهذا ضروري للسلام الفردي والوئام الاجتماعي. لأنه في نهاية المطاف، سندفع الثمن أو الغرامة وفقًا لسجلات ذلك المراقب وقرارات النتيجة.
ملفونو يوسف بِكتاش
رئيس جمعية الثقافة واللغة السريانية / ماردين
You can also send us an email to karyohliso@gmail.com
Leave a Comment